للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حفظه]

يمتاز الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى بالحفظ الواسع، والاطلاع الكثير، حيث شهد له بذلك حفاظ الأمة ومحدثوها.

o قال أبو زرعة: " حزرت كتب أحمد يوم مات فبلغت اثني عشر حملا وعدلا، ما كان على ظهر كتاب منها حديث فلان، ولا في بطنه حدثنا فلان، كل ذلك كان يحفظه على ظهر قلبه ".

o وقال عبد الله بن أحمد: قال لي أبو زرعة: "أبوك يحفظ ألف ألف حديث". فقيل له: وما يدريك؟ قال: "ذاكرته فأخذت عليه الأبواب".

ويعلق الحافظ الذهبي على هذا القول فيقول: "وكانوا يعدون في ذلك المكرر، والأثر، وفتوى التابعي، وما فسر، ونحو ذلك. وإلا فالمتون المرفوعة القوية لا تبلغ عشر معشار ذلك " (١).

وقال علي بن المديني: " ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل، إلا أنه لا يحدث إلا من كتابه، ولنا فيه أسوة حسنة ".

قلت: وهذا من تمام ورعه رحمه الله تعالى.

o وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: " كتب أبي عشرة آلاف ألف حديث، لم يكتب سوادا في بياض إلا حفظه " (٢).

قلت: ما وصل الإمام أحمد إلى هذه المنزلة الرفيعة إلا بحرصه الشديد ومثابرته على طلب العلم، فبقدر ما تعطى العلم من نفسك، فإنه يظهر لك من كنوزه ودرره. وإليك مصداق ذلك:


(١) النبلاء ١١/ ١٨٧).
(٢) خصائص المسند (ص٢٢) وطبقات الشافعية (٢/ ٣١).