للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المسجد والعسكرية]

في المسجد يتلقى المؤمنون تعاليم الدين الحنيف، وفي المسجد يقوى الإيمان ويشتد، فما هو أثر المسجد في العسكرية؟

إن أثر المسجد في العسكرية هو أثر الإسلام فيها، إذ المسجد ليس بأحجاره وجدرانه، بل بالعلماء العاملين الذين يحافظون على كرامة العلماء. وحث الإسلام على الطاعة، والطاعة هي الضبط والنظام: {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (١).

وأشاع الإسلام معاني الخلق الكريم، ومنه الصبر الجميل {ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢). وقال تعالى: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ} (٣).

وغرس الإسلام روح الشجاعة، والإقدام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} (٤) {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (٥).

والتولي يوم الزحف من الكبائر، كما نص على ذلك حديث رسول الله - عليه أفضل الصلاة والسلام -. وأمر الإسلام بالثبات في ساحة القتال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} (٦).

ودعا الإسلام إلى الجهاد بالأموال والأنفس لإعلاء كلمة الله {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (٧).


(١) سورة البقرة الآية ٢٨٥
(٢) سورة النحل الآية ١١٠
(٣) سورة آل عمران الآية ٢٠٠
(٤) سورة الأنفال الآية ١٥
(٥) سورة الأنفال الآية ١٦
(٦) سورة الأنفال الآية ٤٥
(٧) سورة الحجرات الآية ١٥