للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التعقيب الخامس والثلاثون

في صفحة ٢٠١ حتى ٢١٢ تحدث عن الصوفية وأحوالهم وأقوالهم وحاول الدفاع عنهم بكل ما أوتي من قوة والاعتذار لهم بكل ما استطاع من عبارة حتى عمن قال منهم: ما في الجبة إلا الله. وعمن قال منهم: ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك. ورغم ما تحمله هاتان العبارتان من كفر وضلال حاول تأويلهما بما لا داعي للإطالة بذكره.

لأن هاتين العبارتين تنبئان عن نفسهما ولا تقبلان التأويل؛ فإن قول القائل: ما في الجبة إلا الله صريح في الحلول أو الاتحاد، وقوله: ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك مخالف لهدي الأنبياء جميعا حيث وصفهم الله بأنهم يدعونه رغبا ورهبا، ومخالف لصفة المؤمنين الذين يدعون ربهم خوفا وطمعا - ولا يعني هذا أنهم لا يعبدونه إلا من أجل الخوف والطمع. فقط بل هم مع ذلك يحبونه حبا شديدا ويذلون له كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} (١)

وقال تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (٢)


(١) سورة البقرة الآية ١٦٥
(٢) سورة المائدة الآية ٥٤