للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضرورة القصوى بشرط أن يكون ذا علم وبصيرة، وأن يكون بعيدا عن أسباب الفتنة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يزايل المشركين (١)» أخرجه النسائي بإسناد جيد، ومعناه حتى يزايل المشركين. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين المشركين (٢)» رواه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح.

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فالواجب على المسلمين الحذر من السفر إلى بلاد أهل الشرك إلا عند الضرورة القصوى إلا إذا كان المسافر ذا علم وبصيرة ويريد الدعوة إلى الله والتوجيه إليه فهذا أمر مستثنى، وهذا فيه خير عظيم لأنه يدعو المشركين إلى توحيد الله ويعلمهم شريعة الله فهو محسن بعيد عن الخطر لما عنده من العلم والبصيرة.


(١) سنن النسائي الزكاة (٢٥٦٨).
(٢) سنن الترمذي السير (١٦٠٤)، سنن النسائي القسامة (٤٧٨٠)، سنن أبو داود الجهاد (٢٦٤٥).