للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نتخبط في ظلم الجهل ونتقارع بحجج الهوى بل أعطانا مصابيح كاشفة وهاجة لا يبقى معها شك أو ريبة لمنصف ينشد الحق ويسعى في طلبه.

وإليك أيها القارئ جملة منها وسأقتصر على ما في الصحيح؛ إذ القصد إعطاء القارئ الذي قد تكون أثرت عليه بعض تلك المقالات ما يبدد عنه غيومها ويزيل عنه آثارها لا سيما وقد اقترنت بذكر بعض أقطاب العلم ممن لهم في النفوس منزلة عالية، ولكن على فرض أن في بعض كلام أهل العلم ما يؤيد ما نشر فإن مما لا شك فيه أن العبرة والعمدة على ما قاله الله ورسوله وما عدا ذلك فيرد إليهما ويعرض على دلالتهما. قال الله سبحانه وتعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (١).

والمراد بالشهود رؤية الهلال كما هو المتبادر، وبه فسره أهل العلم العارفون بمدلول لغة القرآن وهم القدوة في ذلك لا من خالف إجماع السلف كما سوف يمر بك إن شاء الله.

ثم تأمل كلام الصادق المصدوق تجده فصلا في الموضوع واقعا على المحز ينجلي به عن القلب كل غمة وهاك ما وعدتك به:

قال الإمام البخاري (٢) في صحيحه باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا (٣)» حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر رمضان فقال: «لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له (٤)».

حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين (٥)».

حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة


(١) سورة البقرة الآية ١٨٥
(٢) صحيح البخاري (الفتح جـ٤ ص١١٩).
(٣) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٩)، صحيح مسلم الصيام (١٠٨١)، سنن الترمذي الصوم (٦٨٤)، سنن النسائي الصيام (٢١١٩)، سنن ابن ماجه الصيام (١٦٥٥)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٥٩)، سنن الدارمي الصوم (١٦٨٥).
(٤) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٦)، صحيح مسلم الصيام (١٠٨٠)، سنن النسائي الصيام (٢١٢١)، سنن أبو داود الصوم (٢٣١٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٦٣)، موطأ مالك الصيام (٦٣٤)، سنن الدارمي الصوم (١٦٨٤).
(٥) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٧)، موطأ مالك الصيام (٦٣٤).