للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب) (١).

٣ - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في مرض موته: «ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي (٢)» وغير ذلك كثير.

ونحن أمام تعارض ظاهري بين حديث أبي سعيد الذي ينهى عن تدوين السنة وبين الأحاديث الأخرى التي تأمر أو تأذن بكتابة السنة وقد دفع العلماء هذا التعارض من عدة وجوه:

الأول: قالوا: إن أحاديث الأمر بكتابة السنة ناسخة لحديث أبي سعيد المانع من كتابة السنة لأن حديث أبي شاه كان في آخر حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فحتى لا يختلط القرآن بالسنة في أول الأمر نهاهم عليه السلام عن تدوين السنة.

الثاني: يحمل حديث أبي سعيد على حالة معينة وهي كتابة السنة مع القرآن على ورق واحد حتى لا يختلط القرآن بالسنة.

الثالث: يحمل حديث أبي سعيد على من هو ضابط وموثوق الحفظ فهذا يغنيه ضبطه وحفظه عن تدوين السنة


(١) رواه البخاري في كتاب العلم باب كتابة العلم ١/ ٣٦.
(٢) جزء من حديث رواه مسلم في كتاب الوصية باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه ٣/ ١٢٥٧ - ١٢٥٨.