للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما في شرق إفريقيا فهناك العديد من اللغات كالأنكولي والسوكوما والبمبا والتونجا غير أن السواحلية هي لغة التفاهم المشترك.

وتعتبر اللغة السواحلية إحدى اللغات المليونية، واللفظ السواحيلي مشتق من اللفظ العربي السواحل جمع ساحل، ومعناها هنا سكان السواحل، ويقصد هنا السواحل الشرقية لإفريقيا، ويستخدم اللفظ عامة لكل سكان هذه السواحل، وهم خليط من الإفريقيين والعرب والإيرانيين (١).

وتعتبر اللغة العربية هي اللغة الإفريقية الأكبر حيث تغطي كل إفريقية الشمالية وشمال شرق، ومساحة ضخمة من الصحراء الكبرى حتى إقليم السافانا، وتصل إلى منحنى نهر النيجر وإلى نهر السنغال، ويتكلمها ما يزيد على مائة وعشرين مليون نسمة، أو نحو ثلث سكان القارة الإفريقية (٢).

ومن البديهي أن أوروبا التي استعمرت معظم القارة الإفريقية طيلة قرن من الزمان، واستمرت حتى بعد خروجها تواصل وجودها الثقافي والاجتماعي بأشكال مختلفة. . ولا تزال تصارع لمنع تقريب إفريقيا أو أسلمتها أو أفرقتها.

وقد نجحت أوروبا في نشر لغاتها وتعميق ثقافاتها ولا سيما الإنجليزية والفرنسية، لدرجة أن أحد أعضاء البرلمان في غانا لم يتورع أن يقول في البرلمان أثناء مناقشة لغة عامة لغانا:

"إني أريد القول بأن الإنجليز قد تركوا لنا أشياء قد لا تناسبنا اليوم. ولكن لغتهم التي تركوها ربطت كل القبائل بعضها ببعض، وكذلك


(١) د / محمد عبد الغني سعودي: المرجع السابق ص ١٤٣.
(٢) د / محمد سعودي: مرجع سابق ص ١٥٠.