للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (١).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} (٢) {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (٣).

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

ثم إن قصار السور في القرآن الكريم مما يكثر المسلمون قراءته في صلواتهم وفي أورادهم وفي أذكارهم.

وفي الناس حاجة لمن يشرح لهم معناها ويوضح لهم أحكامها حتى يفقهوا ما يتلون ويرددون.

وعند الناس رغبة فيما قل ودل، أو أوجز وأفاد، وكثير منهم يزهد في المطولات من التفاسير. سيما في هذا العصر الذي يميل فيه الناس إلى ما يسمى (كتب الجيب) التي تقرأ في مجلس أو في مجلسين.

وبين حاجة الناس هذه، ورغبتهم تلك، بحثت عن تفاسير لقصار السور توقفهم على فقه ما يقرأون، وتجلو لهم معاني ما يتلون، مع إيجاز لفظ، ودقة عبارة، ووفاء معنى.

وبينما أنا كذلك إذ هديت إلى مخطوطة في تفسير سورة {الفلق} لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. وعند اطلاعي عليها


(١) سورة النساء الآية ١
(٢) سورة الأحزاب الآية ٧٠
(٣) سورة الأحزاب الآية ٧١