للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لقد بلغ أبو موسى في القرآن وفي علومه مبلغا جعله موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده في تولي واجب الداعية المختار والمعلم الأول في ركب تعليم القرآن وعلومه، حتى أصبحت له مدرسة تعرف باسمه في البصرة والكوفة بخاصة والمشرق الإسلامى كله بعامة.

ب - حفظ أبو موسى كثيرا من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى ابنه أبو بردة قال: "كان لأبي موسى تابع، فقال لي: يوشك أبو موسى أن يذهب ولا يحفظ حديثه فاكتب عنه، قلت: نعم ما رأيت، فجعلت أكتب حديثه، فحدث حديثا فذهبت أكتبه كما كنت أكتب، فارتاب بي، وقال: لعلك تكتب حديثي؟ قلت: نعم: قال: فائتني بكل شيء كتبته! فأتيته به، فمحاه ثم قال: احفظ كما حفظت (١) "، فقد كان ألمعي الذكاء، يحفظ ما يسمعه بسرعة ويسر وإتقان.

ولأبي موسى ثلاثمائة وستون حديثا (٢)، اتفق البخاري ومسلم على خمسين وانفرد البخاري بأربعة أحاديث، ومسلم بخمسة وعشرين حديثا وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن عبد الله بن عباس وأبي بن كعب وعمار بن ياسر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم، وروى عنه أولاده: إبراهيم وأبو بكر وأبو بردة وموسى، وامرأته أم عبد الله، وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري وطارق بن شهاب. ومن كبار التابعين فمن بعدهم زيد بن وهب وأبو عبد الرحمن السلمي وعبيد بن عمير وقيس بن أبي حازم وأبو الأسود الدؤلي وسعيد بن المسيب


(١) طبقات ابن سعد (٤/ ١١٢).
(٢) أسماء الصحابة الرواة لابن حزم- ملحق بجوامع السيرة (٧٦) وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال (٣١٠).