للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أبو موسى قد فتح أصبهان سنة إحدى وعشرين الهجرية برفقة عبد الله بن عبد الله بن عتبان، فعقدا مع أهلها هذه المعاهدة:

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب من عبد الله للفاذوسفان وأهل أصبهان وحواليها:

إنكم آمنون ما أديتم الجزية بقدر طاقتكم في كل سنة، تؤدونها إلى الذي يلي بلادكم عن كل حالم، ودلالة المسلم، وإصلاح طريقه، وقراه يوما وليلة، وحملان الراجل إلى مرحلة، لا تسلطوا على مسلم، وللمسلمين نصحكم وأداء ما عليكم، ولكم الأمان ما فعلتم، فإذا غيرتم شيئا أو غيره مغير منكم ولم تسلموه، فلا أمان لكم، ومن سب مسلما بلغ منه، فإن ضربه قتلناه، وكتب عبد الله بن قيس وشهد، وعبد الله بن ورقاء، وعصمة بن عبد الله (١).

وفي سنة اثنتين وعشرين الهجرية أمره عمر بن الخطاب على الكوفة بطلب من أهلها بعد عمار بن ياسر، فأقام على الكوفة عاما أو بعض عام، ثم عزله وصرفه إلى البصرة (٢) من جديد، في سنة اثنتين وعشرين الهجرية (٣)، مما يدل على بقائه في الكوفة أقل من عام.

وبقي أبو موسى على البصرة إلى وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ثلاث وعشرين الهجرية، وقد كتب عمر في وصيته لمن يتولى الخلافة من بعده: "لا يقر لي عامل أكثر من سنة، وأقروا الأشعري أربع سنين (٤) "، وهذا دليل على أن عمر كان يثق به ثقة مطبقة، وأن ثقته به أعظم من ثقته بعماله الآخرين.


(١) الطبري (٤/ ١٤١).
(٢) ابن الأثير (٣/ ٣٢).
(٣) ابن الأثير (٣/ ٣٨).
(٤) الإصابة (٤/ ١٢٠).