للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبيل الله، وقد رأينا كيف خرج من البصرة حين نزع عنها وما معه إلا ستمائة درهم عطاء عياله، مما يدل على نزاهته المثالية المطلقة، وكان بمقدوره أن يصبح غنيا من عطائه أميرا ومن الغنائم في الفتوح، ولكنه كان كما يبدو لا يبقي لديه شيئا (١).

ومناقب أبي موسى كثيرة (٢)، ذكرنا بعضها في سيرته إنسانا، فإذا لم يخلف شيئا من متاع الدنيا، فقد خلف الذكر المستطاب ومضى الذين خلفوا المتاع، ومضى متاعهم، وبقي الذين خلفوا الذكر الحسن بما خلفوه، وشتان بين الذكر الباقي والمتاع الفاني، وتلك هي عبرة العمل الصالح في هذه الحياة للذين يريدون أن يعملوا قبل الرحيل.


(١) طبقات ابن سعد (٤/ ١١١).
(٢) تهذيب التهذيب (٥/ ٣٦٣).