للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الرقابة الذاتية]

ما أكثر التوجيه القرآني الكريم للنفس البشرية، حتى تستعمل العقل في التبصر، وحتى تدرك ما تدل عليه الحواس التي وهبها الله للإنسان، فتميز الخير من الشر، والنافع من الضار؛ لأن الإنسان سوف يحاسب على سرائر أعماله كما قال تعالى: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (١) ورسول الله صلى الله عليه وسلم مكث في مكة المكرمة ثلاثة عشر عاما، يرسخ في الناس القاعدة الأساسية التي عليها مدار الأمور؛ لأن سلامة الجوهر في صفاء العقيدة، وصحة الأعمال في صدق المأخذ، وترسيخ قاعدة الإسلام التي أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبة تزيد عن ٥٦ % من مدة مكثه صلى الله عليه وسلم يبلغ رسالة ربه، كانت في تأصيل الوحدانية مع الله: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. التي هي أول أركان الإسلام، وتأكيد حقها على الفرد المسلم؛ لأن هذه الكلمة إذا تمكنت من النفوس فهما وعملا، وسيطرت على الأحاسيس إدراكا وتشبعا، كانت


(١) سورة الكهف الآية ٤٩