للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغير ذلك من الآيات الدالة على وجوب طاعة الرسول مقترنة بطاعة رب العزة والجلال في أكثر من أربعين موضعا من القرآن الكريم.

إذن فماذا يجب علينا نحن المسلمين نحو من أرسله ربه رحمة للعالمين؟ يجدر بنا ونحن في هذا المقام أن ننقل ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، ترغيبا في اتباع الرسول وتحذيرا من مخالفته وعصيان أمره قال رحمه الله تعالى: أما بعد: فإنه لا سعادة للعباد، ولا نجاة في المعاد إلا باتباع رسوله. قال تعالى {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (١) {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} (٢).

فطاعة الله ورسوله قطب السعادة الذي عليه تدور، ومستقر النجاة الذي عنه لا تحور. وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو أربعين موضعا من القرآن الكريم - كقوله تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (٣) وقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٤) محبة العبد لربه موجبة لاتباع الرسول وجعل متابعة الرسول سببا لمحبة الله.

فجعل عبده. . فبمحمد صلى الله عليه وسلم تبين الكفر من الإيمان والربح من الخسران والهدى من الضلال والنجاة من الوبال والغي من الرشاد والزيغ من السداد، وأهل الجنة من أهل النار، والمتقون من الفجار وإيثار سبيل من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من سبيل المغضوب عليهم والضالين، فالنفوس أحوج إلى معرفة ما جاء به واتباعه منها إلى الطعام والشراب، فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا، وذاك إذا فات حصل العذاب في الآخرة فحق على كل أحد بذل جهده واستطاعته في


(١) سورة النساء الآية ١٣
(٢) سورة النساء الآية ١٤
(٣) سورة النساء الآية ٨٠
(٤) سورة آل عمران الآية ٣١