للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نستخلص مما سبق أن الإسلام هو آخر الشرائع الإلهية إلى البشر، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأن شريعة الإسلام ودعوته خالدتان، فليست شريعة الإسلام موقوتة بوقت مستقبل محدود، يقف عنده وجوب تطبيقها لإصلاح الحياة البشرية، بل هي رسالة عامة للبشرية كلها، رسالة خاتمة أنزلت على خاتم الأنبياء والرسل. رسالة تخاطب فطرة الإنسان التي لا تتبدل ولا تتحور، ولا ينالها التغيير {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} (١) وقد فصلت هذه الرسالة شريعة تتناول حياة الإنسان من جميع أطرافها، وفي كل جوانب نشاطها تحتوى على كل ما يحتاج إليه، منذ تلك الرسالة إلى آخر الزمان.

وبرهان آخر على نسخ الشريعة الإسلامية للشرائع السابقة، قال تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (٢) {وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} (٣) الآية.

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ} (٤) الآية.

فأهل الكتاب مأمورون بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبالكتاب الذي أنزل عليه، وألا يسارعوا إلى الكفر به، فيصبحوا أول الكافرين، وكان ينبغي أن يكونوا أول المؤمنين. ولا يحكم عليهم بالكفر إلا إذا كانت الشريعة الإسلامية ناسخة لشرائعهم، وقد أمر الله تعالى بقتالهم حتى يؤمنوا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. يقول تعالى:


(١) سورة الروم الآية ٣٠
(٢) سورة البقرة الآية ٤٠
(٣) سورة البقرة الآية ٤١
(٤) سورة النساء الآية ٤٧