للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونحو ذلك فإن قام بقلبه تعظيم لمن حلف به من المخلوقات مثل تعظيم الله فهو شرك أكبر فإن كان جاهلا علم فإن أصر فهو والعالم ابتداء سواء كل منهما يكون مشركا شركا أكبر، وكذا في قوله: ما شاء الله وشئت ولولا الله وأنت فإن اعتقد أن هذا الشخص شريك مع الله لا يقع شيء إلا بمشيئة الله ومشيئة هذا الشخص فإن كان جاهلا علم فإن أصر فهو والعالم ابتداء سواء كل منهما مشرك شركا أكبر، وأما إذا حلف بغير الله بلسانه ولم يعتقد بقلبه تعظيم من حلف به أو ما حلف به وكذلك إذا قال: ما شاء الله وشئت ولولا الله وأنت فهذا إن كان جاهلا علم فإن أصر فهو والعالم ابتداء سواء كل منهما مشرك شركا أصغر وكونه شركا أصغر هذا لا يعني أن المسلم يتساهل في ذلك فإن الشرك الأصغر أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر. . قال ابن مسعود رضي الله عنه: لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا (١) فاليمين الغموس من الكبائر ومع ذلك فقد جعل ابن مسعود رضي الله عنه الشرك الأصغر أكبر منها وسر المسألة أن الحلف يقتضي تعظيم المحلوف به هذا هو الأصل وأما قول القائل: ما شاء الله وشئت ونحو ذلك فإن الواو تقتضي التسوية بين المعطوف والمعطوف عليه أي أن المعطوف مساو للمعطوف عليه والله جل وعلا {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٢) وأما الحلف بالقرآن فليس من هذا الباب لأن القرآن من كلام الله وكلامه جل وعلا صفة من صفاته، واليمين الشرعية هي اليمين بالله أو اسم من أسمائه أو صفة من صفاته فقال صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت (٣)». أخرجه البخاري عن عمر وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة

عبد الله بن عبد الرحمن بن غديان ... عبد الله بن سليمان بن منيع ... عبد الرزاق عفيفي


(١) ذكره في مجمع الزوائد ٤/ ١٧٧ وقال: رواه الطبراني في الكبير وانظر إرواء الغليل ٨/ ١٩١
(٢) سورة الشورى الآية ١١
(٣) الإمام أحمد ٢/ ٧ البخاري ٣/ ١٦٢ و٧/ ٢٢١ ومسلم ١١/ ١٠٥ و ١٠٦ والترمذي ٤/ ١١٠