للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك يرتابني خوف يشبه خوف المؤمن الواقف أمام ربه خوف يشبه خوف الخائف من الله يعني أشعر باصفرار يعلو محياي إخوتي ألا تروني أشرك بخوفي هذا من هذا البشر الذي لا حول له ولا قوة؟ زد على هذا بشر لا يخاف الله. إخوتي في الله انصحوني إلى الطريق السوي إن كان هذا يوقعني في الشرك بالله سبحانه وتعالى إن الحسرة لتكاد تمزق أحشائي وأزيدكم توضيحا هو أني أحاول أن أضاعف الجهود عندما أشعر بمجيء أحد المراقبين انصحوني أرشدوني إلى الطريق السوي وجزاكم الله خيرا؟.

الجواب: الخوف من الله من أفضل مقامات الدين وأجلها وهو من أجمع أنواع العبادة التي أمر الله سبحانه بإخلاصها له قال تعالى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (١) ووعد سبحانه من حقق مقام الخوف منه بجنتين فقال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (٢).

وأثنى على الملائكة بأنهم يخافون ربهم من فوقهم فقال تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} (٣). وغير ذلك من الآيات في القرآن كثيرة.

وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن في كتابه فتح المجيد أن الخوف ثلاثة أقسام:

أحدها خوف السر وهو أن يخاف من غير الله من وثن أو طاغوت أن يصيبه بما يكره كما قال تعالى عن قوم هود عليه السلام أنهم قالوا له: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} (٤) {مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} (٥) وقال تعالى: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} (٦) وهذا هو الواقع من عباد القبور ونحوها من الأوثان يخافونها ويخوفون بها أهل التوحيد إذا أنكروا عبادتها وأمروا بإخلاص العبادة وهذا ينافي التوحيد.


(١) سورة آل عمران الآية ١٧٥
(٢) سورة الرحمن الآية ٤٦
(٣) سورة النحل الآية ٥٠
(٤) سورة هود الآية ٥٤
(٥) سورة هود الآية ٥٥
(٦) سورة الزمر الآية ٣٦