للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الفتوى رقم ٣٥٧١

السؤال: إن لقبي عبد القوي فما حكمه في الإسلام وهل يجوز القول توكلت على الله ثم عليك أو كذلك أرجو منك يا أخي؟

الجواب: يجوز أن يقول الشخص: توكلت على الله ثم عليك فإن التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه والاعتماد عليه فهو جل وعلا المتصرف في هذا الكون والتوكل على العبد بعد التوكل على الله جل وعلا تفويض العبد فيما يقدر عليه فالله له مشيئة والعبد له مشيئة ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (١) {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (٢) وقال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} (٣) {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (٤) وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك فروى النسائي وصححه عن قتيلة «أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت وتقولون: والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت (٥)» وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء فلان (٦)» أما التلقيب بعبد القوي وهكذا التسمي بهذا الاسم فلا بأس لأن القوي من أسماء الله عز وجل.


(١) سورة التكوير الآية ٢٨
(٢) سورة التكوير الآية ٢٩
(٣) سورة الإنسان الآية ٢٩
(٤) سورة الإنسان الآية ٣٠
(٥) النسائي في المجتبى ٧/ ٦ الإمام أحمد ٦/ ٣٧١و٣٧٢
(٦) الإمام أحمد ٥/ ٣٨٤ و٣٩٤ و٣٩٨ و١/ ٢١٤ و٢٢٤ و ٢٨٣ و ٥/ ٧٢ والبخاري في الأدب المفرد رقم ٧٨٣ وأبو داود برقم ٤٩٨٠