للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يصيح: يا ساري الجبل. فقدم رسول من الجيش فقال: يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا، فإذا بصائح يصيح: يا ساري الجبل. فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله تعالى.

ومن كرامات أصحابه أيضا: النور الذي أضاء لأسيد بن حضير، وعباد بن بشر فقد خرجا في ليلة مظلمة من عند النبي صلى الله عليه وسلم وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا فتفرق النور معهما (١) وأضاء لكل واحد منهما حتى أتى كل واحد أهله (٢).

ومن ذلك إجابة بعض دعاء بعض أصحابه. فقد خاصمت أروى سعيد بن زيد في بعض داره فقال: دعوها وإياها. . . ثم دعا قائلا: اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها، واجعل قبرها في دارها. فعميت وكانت تقول: أصابتني دعوى سعيد. وبينما هي تمشي مرت على بئر في الدار فوقعت فيها فكانت قبرها (٣).

ومن ذلك ما كان من أمر سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأسد. قال سفينة: ركبت البحر فانكسرت سفينتي التي كنت فيها فركبت لوحا من ألواحها فطرحني اللوح في أجمة فيها أسد فأقبل إلي يريدني. فقلت: يا أبا الحارث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطأطأ رأسه وأقبل إلي فدفعني بمنكبه حتى أخرجني من الأجمة ووضعني على الطريق وهمهم فظننت أنه يودعني فكان ذلك آخر عهدي به (٤).

فهذه بعض كرامات أصحابه تشهد بنبوته صلى الله عليه وسلم، فإن أتباع المبطلين - الذين يدعون النبوة مجرد ادعاء وهم في الحقيقة غير ذلك - لا تكون لهم الكرامات ولا تنخرق لهم العادات، فإن انخراق العادات لبعض من صدق السير على منهجه صلى الله عليه وسلم من أصحابه


(١) انظر البخاري كتاب مناقب الأنصار ٤/ ٢٢٨، وكتاب الصلاة١/ ١١٩
(٢) انظر البخاري كتاب مناقب الأنصار ٤/ ٢٢٨، وكتاب الصلاة١/ ١١٩
(٣) انظر صحيح مسلم كتاب المساقاة ٣/ ١٢٣٠
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ٦٠٦، وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.