للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - في الدوائر الحكومية والأعمال الوظيفية، فيجب على رئيس الدائرة والمصلحة الحكومية أن يسهم في الدعوة في محيط منسوبيه، بأن يوجه من يحتاج إلى توجيه في دينه، ويتفقدهم عند حضور الصلاة، ويناقش من يتخلف منهم، فليس هو مسئولا عنهم في الأعمال الوظيفية فقط، بل هو مسئول عنهم من الناحية الدينية في الدرجة الأولى. قال صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته (١)»، وكذلك الموظف مع زملائه، ومع رئيسه يجب عليه أن يقوم بالمناصحة والدعوة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم (٢)».

وهذا نبي الله يوسف - عليه الصلاة والسلام - لما دخل السجن صار يدعو السجناء إلى الله - عز وجل - ويقول: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهََّّارُ} (٣) {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (٤).

وهكذا المؤمن في كل مجال يجب أن يدعو إلى الله كلما سنحت فرصة وحصلت مناسبة.

٥ - في أمكنة التجمعات العامة، فيجب على الداعية أن يغشى التجمعات العامة في المساجد والمدارس ومدرجات الجامعات والنوادي وتجمعات الأسواق بالدعوة إلى الله من خلال هذه التجمعات.

٦ - من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة - فيجب على الداعية أن يسهم في البرامج الدينية في الإذاعة، ويكتب في الصحف والمجلات الهادفة؛ لأن هذه الوسائل تغزو كل مكان، وتدخل كل بيت وتصاحب المسافر والسائر في الطريق، فيجب أن تحمل الدعوة إلى الله والتوجيه


(١) صحيح البخاري الجمعة (٨٩٣)، صحيح مسلم الإمارة (١٨٢٩)، سنن الترمذي الجهاد (١٧٠٥)، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء (٢٩٢٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٢١).
(٢) رواه مسلم
(٣) سورة يوسف الآية ٣٩
(٤) سورة يوسف الآية ٤٠