للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعينهم، فقال عثمان لزيد: من هذا؟ فقال زيد: مملوك لي، فقال عثمان: أراه يعين المسلمين، وله حق، وإنا نفرض له، ففرض له ألفين، فقال زيد: وأن لا نفرض لعبد ألفين، ففرض له ألفا (١). . وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ظهر الاختلاف في قراءة القرآن بين القراء، فأفزع ذلك عثمان، فرأى عثمان أن يرد القراء إلى حرف واحد، ووقع اختياره على حرف زيد بن ثابت، فأمره أن يملي المصحف على قوم من قريش هم عبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام - وفي صفة الصفوة أن أبي بن كعب كان يملي وزيدا هو الذي يكتب - وقال عثمان للرهط: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فأكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلغتهم (٢).، وكان هذا العمل هو أهم ما قام به زيد بن ثابت من أعمال في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.

لقد أحب زيد بن ثابت عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأخلص له (٣). . ولذلك نراه يرم نزل الثائرون المصريون الذين يريدون الشر بعثمان ذا خشب، وجاء الخبر أنهم يريدون قتل عثمان بن عفان لم يتأخر زيد بن ثابت عن السير إليهم مع علي بن أبي طالب ونفر من الصحابة لإقناعهم بالرجوع (٤). . ولما جاءت الجمعة التي تلت نزول المصريين مسجد رسول الله، خرج عثمان فصلى بالناس، ثم قام على المنبر فخطب، فحصب حتى صرع عن المنبر مغشيا عليه، فاحتمل فأدخل داره وشمر الناس فاستقتلوا وكان زيد بن ثابت من هؤلاء، فبعث إليهم عثمان بعزمه لما انصرفوا، فانصرفوا (٥). .

ولما حصر عثمان في داره جاء زيد بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار


(١) الاستيعاب ١/ ١٨٩
(٢) ر: الاستيعاب ١/ ١٨٩ وصفه الصفوة ١/ ٧٠٤ ومناهل العرفان ١/ ٢٥٩ وما بعدهما
(٣) الاستيعاب ١/ ١٨٩ وتاريخ الطبري ٤/ ٣٣٧
(٤) تاريخ الطبري ٤/ ٣٥٩
(٥) تاريخ الطبري ٤/ ٣٥٣