للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن الجوزي ومنهجه في التفسير

بقلم: أحمد فهيم مطر (١)

[المقدمة]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد: لقد استهوتني دراسة شخصية ابن الجوزي لما اتصف به من صفات كثيرة كانت محل إعجاب من عاصره أو قام بدراسته، فقد كان من أكبر المؤرخين في عصره الذين كتبوا التاريخ بأمانة ودقة رغم التيارات الكثيرة والفتن التي كانت متفشية في ذلك العصر.

وقد كان ابن الجوزي كذلك إماما في الحديث وقد أطلق عليه لقب الحافظ مما يدل على مكانته وتمكنه، وكان محدثا وواعظا ومفسرا، حتى إنه قد فسر القرآن الكريم على منبر وعظه، وكان أديبا وله بعض الأشعار، وقد أكثر من التصانيف مما لم يقم به عالم قبله أو محدث أو فقيه، وقد اختلف المؤرخون في عدد تصانيفه ما بين الثلاثمائة والأربعمائة مصنف (٢)، وهذا هو الذي استهواني في دراسة شخصية ابن الجوزي والوقوف على بعض الملامح والصفات التي كان يتحلى بها، والوقوف كذلك على التيارات والفتن التي كانت سائدة في ذلك العصر الذي عاش فيه.


(١) وردت ترجمة للباحث في العدد (٢٣) ص (٣١١).
(٢) ابن كثير - البداية ١٣/ ٢٨ - ابن العماد شذرات الذهب ٤/ ٣٣١.