للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حماسة المسلمين]

والمسلمون لمحبتهم لدينهم ورغبتهم في الدفاع عنه، ولفرط ما يوقعه المشركون على المسلمين من أذى، فقد كبرت الحماسة في نفوسهم بعدما بدأ عددهم يتكاثر، فكانوا يتمنون أن يفرض عليهم أمر بالقتال، وكانت كثير من آي الذكر الحكيم في السور المكية، وبداية العهد المدني توطن النفوس، وتهيئها للاستجابة والتحمل، وترغبها في الجزاء الأخروي، وتحمسها لنشر دين الله في الأرض، وكل ذلك من أجل إدراك المفهوم البعيد نحو الجهاد والغاية التي شرع من أجلها، وهي إقامة شرع الله، وفتح القلوب له ترغيبا أو ترهيبا، فإذا قبلته وذاقت حلاوته فلن ترضى عنه بديلا. كما قال سبحان: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (١) {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (٢).

ففي مثل هذه الآيات منهج مرسوم لما يحققه الجهاد من دفاع عن الكرامة الإسلامية، ومحافظة على الشخصية المتميزة في التعامل، ليكون للمسلم قوة


(١) سورة الممتحنة الآية ٨
(٢) سورة الممتحنة الآية ٩