للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سأله: أيكفر الله عني خطاياي إن مت صابرا محتسبا في سبيل الله؟ قال: نعم. . إلا الدين (١)».

ومن فحوى الآيات الكثيرة في كتاب الله الكريم التي تدعو للجهاد في سبيل الله، وتجسم أجر من قتل صابرا محتسبا، وترغب في هذا العمل الجليل بصدق نية وإخلاص عمل، ينكشف للمتابع الإصرار الخبيث على الشر، وعلى فتنة الناس عن دينهم، وهو الهدف الذي لا يتغير لأعداء الجماعة المسلمة. في كل أرض وفي كل جيل، لأن وجود الإسلام في الأرض هو بذاته غيظ ورعب لأعداء هذا الدين، ولأعداء الجماعة المسلمة في كل حين، فالإسلام بذاته يؤذيهم ويخيفهم ويغيظهم، فهو من المكانة والقوة، بحيث يخشاه كل مبطل، ويرهبه كل باغ، ويكرهه كل مفسد. فهو حرب بذاته وبما فيه من حق ومنهج قويم، ونظام سليم، فلا يطيقه البغاة المفسدون. ومن ثم يرصدون لأهله ليردوهم كفارا مهما استطاعوا وبأي صورة كفرية تعجبهم (٢) ولا يقف أمام ذلك الطغيان إلا سلاح الجهاد، وعزيمة المجاهدين المخلصين، حيث يتسلح المجاهد من ينبوع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القولية والعملية وإقراراته أسوة بما أدركه الرعيل الأول من هذه الأمة.

فالفرد المسلم لا قوة له إلا بقوة دينه، ولا قوة للدين إلا بفرض سلطانه رغبة أو رهبة، يقول صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على أحب عباد الله إلى الله، بعد النبيين والصديقين والشهداء، قال: عبد مؤمن معتقل رمحه على فرسه، يميل به النعاس يمينا وشمالا في سبيل الله، يستغفر الرحمن، ويلعن الشيطان. قال: وتفتح أبواب السماء فيقول الله لملائكته، انظروا إلى عبدي. قال: فيستغفرون له. ثم قرأ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٣)» إلى آخر الآية رواه ابن أبي شيبة


(١) حاشية الروض لابن قاسم ٤: ٢٥٥.
(٢) في ظلال القرآن ٢: ١٥٧.
(٣) سورة التوبة الآية ١١١