للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفرا والعياذ بالله، ومما أريد أن أقوله أني قرأت حديثا شريفا بما معناه أنه إذا كفر مسلم أخاه قد باء به أحدهما، فهل معنى هذا أن المسلم لو كفر شخصا آخر فقد كفر أي أصبح حكمه كحكم المرتد تماما، فكيف إذا شعرت بأن ذلك الشخص مثلا كافر ولم أصرح بذلك؟ وأريد أن أسأل أيضا: هل يعتبر الاعتقاد في بعض الخرافات كرقم النحس (١٣) أو التشاؤم من يرمي الأظافر على الأرض وغيرها من هذه الخرافات هل تعتبر كفرا؟ علما بأن المعتقد بها مسلم تماما ومؤمن بكل ما جاء في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا تاب الشخص ولم يعتقد بها هل يكون كمن دخل الإسلام؟ أي يجب عليه الاغتسال ونحوه، ثم أريد أن أسأل: هل تعتبر وساوسي وشكوكي في نفسي هذه مهما بلغت ذنبا أؤاخذ عليه أم لا؟ علما بأنني أقضي أحيانا ساعات في التفكير فيها محاولا التخلص منها، ولن أطيل رسالتي أكثر من هذا، وأضع هذا السؤال إجمالا لكل ما شق وهو: متى يرتد الشخص؟ لا أريد أن أسأل كيف يعرف المرتد إنما كيف يعرف الإنسان نفسه إذا ارتد والعياذ بالله؟ كما أريد أن أسأل: هل يجب على المرتد إن أراد العودة إلى الإسلام أن يغتسل مثله مثل الكافر إذا أسلم حتى ولو لم يجنب في فترة ارتداده، وسؤال آخر: الحج فريضة تؤدى مرة واحدة في العمر باستثناء حالة الردة والعياذ بالله، هل توجد حالات أخرى يصبح فيها على المسلم فرضا أن يحج مرة ثانية؟

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد:

ج: أولا: للإسلام نواقض كثيرة بينها العلماء في باب حكم المرتد، ومن ارتد عن الإسلام ثم عاد إليه لا يحبط ما سبق أن عمله أيام إسلامه من الأعمال الصالحات لقوله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (١) فاشترط سبحانه في إحباط الأعمال موت صاحبها على الكفر.


(١) سورة البقرة الآية ٢١٧