للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا كان هو ربنا ومليكنا فلا مفزع لنا في الشدائد سواه، ولا ملجأ لنا منه إلا إليه، ولا معبود لنا غيره، فلا ينبغي أن يدعى ولا يخاف، ولا يرجى ولا يحب سواه، ولا يذل لغيره، ولا يخضع لسواه، ولا يتوكل إلا عليه (١)، لأن من ترجوه وتخافه وتدعوه، إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك فهو ربك فلا رب لك سواه، أو تكون مملوكه وعبده الحق، فهو ملك الناس حقا وكلهم عبيده ومماليكه، أو يكون معبودك وإلهك الذي لا تستغني عنه طرفة عين، بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى روحك وحياتك وهو الإله الحق إله الناس الذي لا إله لهم سواه، فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره، ولا يستنصروا بسواه، فظهرت مناسبة هذه الإضافات الثلاث للاستعاذة من أعدى الأعداء (٢) وأعظمهم عداوة.

ثم إن الله سبحانه كرر الاسم الظاهر (٣)، ولم يوقع المضمر موقعه (٤)، فيقول: رب الناس، وملكهم، وإلههم، تحقيقا لهذا المعنى (٥)، فأعاد ذكرهم عند كل اسم من أسمائه.


(١) هذه الأمور التي ذكرها من أنواع العبادة التي لا يجوز صرفها لغير الله تعالى.
(٢) في المخطوطة (أعداء العدو) وهو خطأ فأثبت ما في تفسير ابن القيم.
(٣) أي (الناس) في قوله تعالى: (رب الناس، ملك الناس، إله للناس).
(٤) في المخطوطة (وقعه) وهو خطأ فصححته فأثبت ما في تفسير ابن القيم.
(٥) أي المناسبة التي بينها للإضافات الثلاث.