للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال مهران:

إن تسألوا عني فإني مهران ... أنا لمن أنكرني ابن باذان

وكان باذان عاملا لكسرى على اليمن، وكان ابنه مهران معه في اليمن، فأتقن العربية هناك (١).

وجاب المثنى السواد، وأرسل جريرا إلى ميسان، وخاض المثنى معركة (الخنافس) (٢) التي انتصر المسلمون فيها على الفرس في هذه المعركة (٣).

واجتمع الفرس على يزدجرد فملكوه عليهم، وتبارى رؤساؤهم في طاعته ومعونته، فسمى الجنود لكل مسلخة كانت لكسرى أو موضع ثغر. وبلغ ذلك المثنى والمسلمين، فكتبوا إلى عمر بن الخطاب، فلم يصل الكتاب إلى عمر حتى كفر أهل السواد: من كان له منهم عهد ومن لم يكن له منهم عهد، فخرج المثنى برجاله حتى نزل بذي قار، وتنزل الناس بالطف، حتى جاءهم كتاب عمر: " أما بعد. . فاخرجوا من بين ظهري الأعاجم، وتفرقوا في المياه التي تلي الأعاجم على حدود أرضكم، ولا تدعوا في ربيعة أحدا ولا مضر ولا حلفائهم أحدا من أهل النجدات ولا فارسا إلا اجتلبتموه، فإن جاء طائعا وإلا حشرتموه. احملوا العرب على الجد إذ جد العجم، فتلقوا جدهم بجدكم ".


(١) الطبري (٣/ ٤٧٢).
(٢) الخنافس: أرض للعرب في طرف العراق قرب الأنبار، انظر التفاصيل في معجم البلدان (٣/ ٤٦٨).
(٣) انظر تفاصيل معركة الخنافس في الطبري (٣/ ٤٧٢ - ٤٧٦) وابن الأثير (٢/ ٤٤٥ - ٤٤٧).