للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الشافعي وأبو سليمان كقولنا في الجهاد. وروينا عن ابن عباس مثل قولنا نصا إلا أنه خالف في المدة.

وأما الحج والعمرة فلما حدثناه عبد الله بن يوسف حدثنا أحمد بن فتح حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد حدثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا يحيى بن يحيى أنا هشيم عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فصلى ركعتين ركعتين حتى رجع، قال: كم أقام بمكة؟ قال: عشرا (١)».

حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد حدثنا إبراهيم بن أحمد ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا موسى ثنا وهب عن أيوب السختياني عن أبي العالية البراء عن ابن عباس قال: «قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لصبح رابعة يلبون بالحج (٢)» وذكر الحديث.

قال علي: فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صبح رابعة من ذي الحجة، فبالضرورة نعلم أنه أقام بمكة ذلك اليوم الرابع من ذي الحجة، والثاني وهو الخامس من ذي الحجة، والثالث وهو السادس من ذي الحجة، والرابع وهو السابع من ذي الحجة، وأنه خرج عليه السلام إلى منى قبل صلاة الظهر من اليوم الثامن من ذي الحجة، هذا ما لا خلاف فيه بين أحد من الأمة، فتمت له بمكة أربعة أيام وأربع ليالي كملا، أقامها عليه السلام ناويا للإقامة هذه المدة بها بلا شك، ثم خرج إلى منى في اليوم الثامن من ذي الحجة كما ذكرنا.

وهذا يبطل قول من قال: إن نوى إقامة أربعة أيام أتم لأنه عليه السلام نوى بلا شك إقامة هذه المدة ولم يتم، ثم كان عليه السلام بمنى اليوم الثامن من ذي الحجة وبات بها ليلة يوم عرفة، ثم أتى إلى عرفة بلا شك في اليوم التاسع من ذي الحجة، فبقي هنالك إلى أول الليلة العاشرة (٣) إلى منى فكان بها.

ونهض إلى مكة فطاف طواف الإفاضة. إما في اليوم العاشر وإما في الليلة


(١) صحيح البخاري الجمعة (١٠٨١)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٦٩٣)، سنن الترمذي الجمعة (٥٤٨)، سنن النسائي تقصير الصلاة في السفر (١٤٥٢)، سنن أبو داود الصلاة (١٢٣٣)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٧)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ١٨٧)، سنن الدارمي الصلاة (١٥٠٩).
(٢) صحيح البخاري الجمعة (١٠٨٥)، صحيح مسلم الحج (١٢٤٠)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٨٧٠)، مسند أحمد بن حنبل (١/ ٢٦١).
(٣) ثم نهض إلى مزدلفة فبات بها الليلة العاشرة ثم نهض في صباح اليوم العاشر.