للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موقع ووعوه وفقهوه على أحسن حال، كما ثبت ذلك فيما روى البخاري وغيره عن أبي واقد الليثي -رضي الله عنه- «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأما أحدهما فوجد في الحلقة فرجة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه (١)».

وثبت فيما رواه البخاري وغيره أيضا عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المؤمن حدثوني ما هي؟

" فوقع الناس في شجر البوادي، وقال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله، قال: "هي النخلة (٢)» إلى غير ذلك بما هو تفسير عملي لاجتماع النبي -صلى الله عليه وسلم- بهم على الذكر بأنه تعليم وإرشاد وموعظة واختبار وتلاوة لكتاب الله تلاوة تفهم واعتبار ولم يعرف عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه خصص أياما وليالي من الأسبوع يجتمع فيها هو وأصحابه على ذكر الله تعالى جماعة باسم مفرد من أسمائه الحسنى قياما أو قعودا في حلقات أو صفوفا يترنحون فيها ترنح السكارى ويتمايلون فيها تمايل الراقصين طربا لتوقيع الأناشيد ونغمات المغنين ودقات الطبول والدفوف وأصوات المزامير، وبهذا يعلم أن ما يفعله الصوفية اليوم بدعة محدثة وضلالة ممقوتة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (٣)» متفق عليه.

ثالثا: قول جماعة المنشدين، مدد يا سيدنا الحسين، مدد يا سيدة زينب،


(١) البخاري برقم ٦٦ و ٤٧٤ ومسلم برقم ٢١٧٦.
(٢) أحمد ٢/ ١٢ و٣١ و٦١ و١١٥ و ١٢٣ و ١٥٧ والبخاري برقم ٦١ و ٦٢ و ٧٢ و ١٣١ و ٢٢٠٩ و ٤٦٩٨ و ٥٤٤٤ و ٥٤٤٨ و ٦١٢٢ و ٦١٤٤ ومسلم برقم ٢١٦٥ والترمذي برقم ٢٨٧١.
(٣) صحيح البخاري الصلح (٢٦٩٧)، صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨)، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٦)، سنن ابن ماجه المقدمة (١٤)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٥٦).