للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رابعا: إدراك الحكمة في التشريعات وسيلة لضبط المصالح:

ولعل الجديد المفيد من إدراك الحكمة في التشريعات الإسلامية، يتمثل في جعل الحكمة وسيلة لضبط فكرة المصلحة، يستوي في ذلك أن تكون الحكمة جلية في نصوص الكتاب والسنة، أو تكون غير ظاهرة، وتحتاج إلى يقين إيماني في الوقوف عليها والالتزام بها. ولا خلاف حول جلاء الحكمة في المصالح التي شهد الشرع لاعتبارها كتضمين السارق قيمة المسروق وإن أقيم عليه الحد زجرا له عن العدوان. كما أنه لا خلاف حول جلاء الحكمة في حالة المصالح التي شهد الشرع لبطلانها، فمثلا لا يجوز القول بمساواة البنت بالولد في الميراث قولا من القائل أن المصلحة تستلزم ذلك للتساوي في القرابة والمشاركة في أعباء الحياة فتلك مصلحة شهد الشرع لبطلانها (١)؛ إعمالا لقوله سبحانه {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} (٢) (النساء: من الآية ١١) فللنص حكمة تكمن في أن الرجل قوام على المرأة، وهو المسئول عن الإنفاق


(١) د. حسين حامد حسان، نظرية المصلحة في الفقه الإسلامي، الرسالة السابقة، ص ١٦.
(٢) سورة النساء الآية ١١