للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هي سبيل المسلمين الذي لا سبيل سواه لعمارة هذه الأرض، بواسطة جهود الإنسان المؤمن الذي يسلم وجهه لله وهو محسن، ولقد أخذت حركة البناء والعمل هذه شوطا بعيدا في الدراسة والتوصيف والتخطيط والإعداد (١).، ولا شك أن الدعوة الإسلامية ستبقى مدى الدهر أساسا للهداية، وجوهرا لمقتضى التدين، ولذا فإن بقاءها يستند إلى أمرين هما: أنها تنبع من عند الله رب العالمين- وكونها تبعا لذلك تواكب التطور في كل زمان ومكان (٢)، ولا شك أن إدراك الحكمة في التشريعات الإسلامية يؤكد ذلك. ويجعل المستقبل لنا لا علينا، وأن حكمنا الذي انهار في بعض الدول سيقوم مرة أخرى عزيزا شامخا، بإذن الله وأن المد الشيوعي والصليبي والصهيوني ستتبدد قواه، ويعقبه جزر عميق، نعم فللإسلام جولة أخرى، بدأت تتضح معالمها في ظل أعنف الهجمات ضد المسلمين. ولا جرم أن الاقتداء بصاحب الدعوة يمكن أن يبين أن انتصار الشريعة حتمي، وأن حكمة التشريع الإسلامي، ستساعد لا محالة على جعل الدعوة الإسلامية ذات جوهر مرتبط بجوهر الإنسان ذاته كمتطلع للحق الذي لا وجود له بمنأى عنه.


(١) د. رءوف شلبي، الدعوة الإسلامية في عهدها المكي، مناهجها وغاياتها ١٣٩٤هـ، ص ١٦٩.
(٢) محمد الراوي، الدعوة الإسلامية دعوة عالمية، الدار القومية ... ص ١١.