للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صمغية طاردة للعدو نعمة أخرى ما تزال تتجدد. ولسانك الذي في فيك قطعة من اللحم لينة لا يعتريها اهتراء، وقوية لا تؤذي، تلوك الطعام يمنة ويسرة، وتخرج الحروف حرفا حرفا، هو نعمة كبرى ومع ليونته ورقته لا يبلى فهو نعمة متجددة" لذا كانت "الصلاة شكرا لله واعترافا بفضله وانقيادا لحكمه واستسلاما لإرادته وتوحيدا لألوهيته (١) وربوبيته وتصديقا لوعده وإيمانا بقدرته. . . تلكم هي حكمة الصلاة العظمى"

وهكذا تتجلى للمؤمن بعض مظاهر حكمة الصلاة، في شتى المجالات، لا سيما ما تعلق منها بنفس الإنسان وأخلاق العبد، وضمير الجماعة، ولكن حكم الصلاة لا تقف عند حد الهدي النفسي والخلقي والاجتماعي، وإنما تتسع لتشمل كل حكم الدين، لأنها كما يقول الإمام أحمد رحمه الله "أول فريضة فرضت، وهي آخر ما أوصى به صلى الله عليه وسلم أمته، وآخر ما يذهب من الإسلام. وهي أول ما يسأل عنه العبد من عمله يوم القيامة وهي عمود الإسلام. وليس بعد ذهابها دين ولا إسلام ". لذا فإنها تحتاج إلى مطلق الخشوع (٢). وهو أعظم ما يكون في صلاة الجماعة التي من فوائدها "التعارف والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه. . . وإغاظة أهل النفاق. . . وإظهار شعار الله بين عباده، والدعوة إليه سبحانه بالقول والعمل " (٣) وبذا تتجلى حكمة الصلاة في اطمئنان الإنسان إلى أنه أدى أمانة الله بصدق وإخلاص، اعترافا بحق الخلاق العليم، وتأكيدا لشكر المنعم الكريم، وإفصاحا "عما ينطوي عليه القلب من محبة لله وتقدير" (٤).


(١) د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي، الصلاة، المرجع السابق، ص ٥٢، ٥٣.
(٢) شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، آداب المشي إلى الصلاة، ضمن المرجع السابق، ص ٨١، ٨٧.
(٣) سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ثلاث رسائل في الصلاة - ٢ - ضمن المرجع السابق، ص ١٣٣.
(٤) الشيخ عبد الرءوف الحناوي، لماذا أصلي، ضمن المرجع السابق، ص ١٨١.