للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يقدمون على كلام الله وكلام رسوله كلام أحد من الناس؛ ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة، وبعد أخذهم بكتاب الله وسنة رسول الله- يأخذون بما أجمع عليه علماء الأمة، وهذا هو الأصل الثالث الذي يعتمدون عليه بعد الأصلين الأولين؛ الكتاب والسنة.

وما اختلف فيه الناس ردوه إلى الكتاب والسنة؛ عملا بقوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (١)؛ فهم لا يعتقدون العصمة لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يتعصبون لرأي أحد حتى يكون موافقا للكتاب والسنة، ويعتقدون أن المجتهد يخطئ ويصيب، ولا يسمحون بالاجتهاد إلا لمن توفرت فيه شروطه المعروفة عند أهل العلم، ولا إنكار عندهم في مسائل الاجتهاد السائغ.

فالاختلاف عندهم في المسائل الاجتهادية- لا يوجب العداوة والتهاجر بينهم، كما يفعله المتعصبة وأهل البدع، بل يحب بعضهم بعضا، ويوالي بعضهم بعضا، ويصلي بعضهم خلف بعض مع اختلافهم في بعض المسائل الفرعية، بخلاف أهل البدع؛ فإنهم يعادون أو يضللون أو يكفرون من خالفهم.


(١) سورة النساء الآية ٥٩