للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضبطهم، والاقتداء بطرقهم فاقتدى الناس بهم (١).

قال القاضي رحمه الله في كتابه الوافي: " والمعنى: من هؤلاء الأئمة الناقلين للقرآن سبعة رجال، وشبههم بالبدور في علو منزلهم، وغزارة علمهم، وكثرة الانتفاع بهم، ولهؤلاء القراء السبعة جماعة من الرواة أشبهت الشهب في الهداية والعلو، أخذت القراءة عنهم، وعلمتها الناس بعدهم، فأماطت عنهم ظلمة الجهل، وألبستهم أنوار العلم " (٢).

واستمع إليه يقول:

أهلت فلبتها المعاني لبابها ... وصغت بها ما ساغ عذبا مسلسلا (٣)

قال الموصلي في شرحه: " الإهلال: رفع الصوت.

لبت: أجابت بلبيك لبيك.

اللباب: جمع لب، والمراد الخيار والنخب.

وصغت: من الصياغة يعني بالإحكام والإتقان.

ساغ الشراب: سهل مدخله في الحلق " (٤).

قال القاضي في الوافي: " والمعنى: أن القصيدة نادت المعاني فأجابتها خيارها، ونظم فيها اللفظ الحلو السلس الذي يسهل على اللسان حال كونه في السمع ملائما للطبع " (٥) قال الجعبري: " ولبتها مع لبابها، وصغت مع ساغ، تجنيس هذا استعارة عما في ذهنه " (٦).

ومن ذلك قوله:

وألفافها زادت بنشر فوائد ... فلفت حياء وجهها أن تفضلا (٧)


(١) كنز المعاني للجعبري مخطوط لوحة: ٢٨، ٢٩.
(٢) الوافي شرح الشاطبية للشيخ عبد الفتاح القاضي: ١٥.
(٣) حرز الأماني للشاطبي: ٦.
(٤) شرح شعلة على الشاطبية: ٤٣.
(٥) الوافي للقاضي: ٣١.
(٦) كنز المعاني للجعبري مخطوط لوحة: ٦٣.
(٧) حرز الأماني للشاطبي: ٦.