للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لله دره من إمام مخلص، أتى في هذه القصيدة بجواهر نضيدة، من بديع المعاني في أصداف المباني، سوى فن القراءات ومحاسن الروايات.

قال الشاطبي رحمه الله تعالى في باب الإدغام الكبير:

شفا لم تضق نفسا بها رم دوا ضن ... ثوى كان ذا حسن سأى منه قد جلا (١)

قال أبو شامة في شرحه لهذا البيت:

" اعلم أنه أتى، في مثل هذا البيت الذي يذكر فيه كلما لأجل حروف أوئلها تضمنها معاني قصدها من غزل ومواعظ؛ لئلا يبقى كلاما منتظما صورة، لا معنى تحته.

وقوله لم تضق نفسا: أي أنها حسنة الخلق.

ورم: أي أطلب بها: أي بوصلها وقربها.

دواء ضن: أي دواء رجل ضن أي مريض " (٢).

وقال الموصلي في شرحه:

" شفا: اسم امرأة.

تضق: من الضيق وهو ضد الوسع.

رم: اطلب.

الضنى: الهزال والمرض.

ثوا: أقام.

سأى: مقلوب ساء نحو نأى وناء.

والمعنى: أن محبوبتي شفا لم تضق نفسا؛ أي هي حسنة الخلق، أطلب بوصلها دواء رجل مريض، أقامه مرضه، كان ذلك المريض ذا حسن، ساء حاله؛ لأجل الضنا، قد كشف الضنا أمره وهتك ستره " (٣).


(١) حرز الأماني: ١٢.
(٢) إبراز المعاني لأبي شامة ٨٩، ٩٠.
(٣) شرح شعلة: ٨٥.