للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث العاشر

في ذكر وفاته

لم يزل - رحمه الله تعالى - بالمدرسة الفاضلية يقرئ العلوم النفيسة ويرفد الطلبة بفرائد الفوائد، يمنحهم بالصلة والعائد، ويمدهم من فوائد علومه النافعة أشرف موائد، ويوردهم من منابعها أعذب موارد حتى حان موته، وآن حمامه، وانقضت من أجله أيامه، فكانت وفاته بعد صلاة العصر يوم الأحد ثمان وعشرين جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة عن اثنتين وخمسين، وقيل خمس وخمسين سنة، ودفن يوم الاثنين بالقاهرة بالقرافة بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني.

وقد رثاه كثير من العلماء منهم أبو إسحاق إبراهيم الجعبري في مقدمة شرحه على الشاطبية المسمى " كنز المعاني في شرح حرز الأماني " حيث قال:

سقت سحب الرضوان طلا ووابلا ... ثرى ضم شخص الشاطبي المسدد

إمام فريد بارع متورع ... صبور طهور ذي عفاف مؤيد

زكا علمه فاختاره الناس قدوة ... فكم عالم من دره متقلد

عليك سلام الله حيا وميتا ... وحييت بالإكرام يا خير مرشد (١)

رحم الله الشاطبي رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين. . آمين.


(١) كنز المعاني في شرح حرز الأماني للجعبري مخطوط لوحة: ١٠، ١١.