للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محرم للنساء أن يلمس أيدي كبير العلماء وهذا العمل ليس خاصا بكبير العلماء، بل هو لكل فرد من أفراد أسرته؟

جـ: أولا: ما ذكر من تقبيل نساء البوهرة يد كبيرهم ورجله وتقبيلهن يد كل فرد من أسرته ورجله، لا يجوز ولم يعرف ذلك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا مع أحد من الخلفاء الراشدين، وذلك لما فيه من الغلو في تعظيم المخلوق، وهو ذريعة إلى الشرك.

ثانيا: لا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية منه ولا أن يمس جسدها لما في ذلك من الفتنة، ولأنه ذريعة إلى ما هو شر منه من الزنا ووسائله، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمتحن من هاجرن إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله، إلى قوله (٣)» قال عروة: قالت عائشة: «فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد بايعتك كلاما، ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: قد بايعتك على ذلك (٤)» فإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبايع النساء مصافحة، بل بايعهن كلاما فقط مع وجود المقتضى للمصافحة ومع عصمته وأمن الفتنة بالنسبة له، فغيره من أمته أولى بأنه يجتنب مصافحة النساء الأجنبيات منه، بل يحرم عليه ذلك فضلا عن تقبيل يده ورجله وأيدي أفراد أسرته وأرجلهم، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إني لا أصافح النساء (٥)»، وقد قال الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (٦) الآية.

س: كبير علماء بوهرة يدعي أنه المالك الكلي للروح والإيمان - العقائد الدينية - نيابة عن أتباعه.


(١) صحيح البخاري تفسير القرآن (٤٨٩١)، صحيح مسلم الإمارة (١٨٦٦)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٣٠٦)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٨٧٥)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٧٠).
(٢) سورة الممتحنة الآية ١٢ (١) {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}
(٣) سورة الممتحنة الآية ١٢ (٢) {غَفُورٌ رَحِيمٌ}
(٤) الإمام أحمد ٦/ ١٦٣، ٢٧٠، والبخاري الأرقام ٤١٨٠ و ٤١٨١ و ٤٨٩١ و ٧٢١٤ (الفتح) ومسلم ١٣/ ١٠ (النووي) والترمذي رقم ٣٣٠٦، وابن ماجه رقم ٢٨٧٥.
(٥) الإمام أحمد ٦/ ٣٥٧ والإمام مالك في الموطأ، ٢/ ٩٨٢ وابن ماجه برقم ٢٨٧٤، وأخرجه أحمد بلفظ " إني لست أصافح النساء " جـ ٦/ ٤٥٤ و ٤٥٩.
(٦) سورة الأحزاب الآية ٢١