للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} (١)، وقوله: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} (٢)، وقوله: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} (٣)، إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على أن كل إنسان يجزى بعمله خيرا كان أم شرا، ولما ثبت في الحديث من «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام حين أنزل عليه، فقال: يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا (٥)».

س: ويدعي أنه المالك الكلي لجميع أملاك الوقف، وأنه غير محاسب على جميع الصدقات، وهو الله على الأرض، كما ادعى ذلك كبير العلماء المتوفى سيدنا طاهر سيف الدين في قضية بالمحكمة العليا في مدينة بومباي، وله القدرة الكاملة على جميع أتباعه.

جـ: ما ذكر في السؤال عن دعوى كبير البوهرة ملكه الكلي لجميع أملاك الوقف، وأنه غير محاسب على جميع الصدقات وأنه هو الله على الأرض كلها دعاوى باطلة، سواء صدرت منه أم من غيره، أما الأولى فلأن أعيان الأوقاف لا تملك وإنما يملك الانتفاع بغلتها وذلك بصرفها إلى الجهات التي جعلت وقفا عليها لا إلى غيرها، فلا يملك كبير البوهرة أعيان - أي أوقاف - ولا يملك شيئا من غلتها إلا غلة ما جعل وقفا عليه إن كان أهلا لذلك.

وأما الثانية: وهي دعوى أنه غير محاسب فلأن كل امرئ محاسب على


(١) سورة النساء الآية ١٢٤
(٢) سورة النجم الآية ٣٩
(٣) سورة فاطر الآية ١٨
(٤) البخاري برقم ٤٧٧٠ (الفتح)، الدارمي ٢/ ٣٠٥.
(٥) سورة الشعراء الآية ٢١٤ (٤) {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}