للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٥ - الإحساس بالأمانة:

فالداعية حامل أمانة يبذل في سبيلها ويدافع عنها ولو أدى به الوقت أن يبذل في سبيلها الروح فإنه يفعل، فوضعه مغاير لمن يؤدي وظيفة حسبما اتفق.

بقي أن نقول إن الأساليب تتغاير للزمن. . في القديم كانت الخطابة هي الوسيلة الأولى، واليوم تقدمتها وسائل. . أخطرها ما يقدم على الشاشة والمسرح لأنه يترك تأثيرا عميقا في نفوس الحاضرين بما يستحوذ على كل الحواس. . سمعا، وبصرا، وفؤادا، إلى جوار ذلك نقول:

إنه لا قيمة على المستوى العام لكل وسائل الدعوة إذا بقيت وسائل الإعلام في أيدي خدمة اليهود وعملائهم الذين ينفذون مخططاتهم في إشاعة الانحلال بين الشعوب الإسلامية ليسهل على الصهيونية أن تحقق حلمها التلمودي في أن تركب الجنس الإسلامي كما امتطت من قبل الجنس النصراني وسخرته لأغراضها.

وينبغي أن تنقل وسائل الإعلام إلى أيدي الدعاة المخلصين ليسخروها في خدمة دعوة الإسلام حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} (١) {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} (٢) {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} (٣).

وإذا كانت الدعوة الصالحة المخلصة الصادقة تتحقق من خلال هذه


(١) سورة الأحزاب الآية ٦٠
(٢) سورة الأحزاب الآية ٦١
(٣) سورة الأحزاب الآية ٦٢