للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو مذهب الشافعية، وقال به أكثر الحنابلة، وبعض الحنفية (١)، وبعض المالكية (٢).

واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:

الدليل الأول: أن السجود المجرد كسجود التلاوة وسجود الشكر صلاة، لأنه سجود يقصد به التقرب إلى الله تعالى، له تحريم وتحليل، فشرط له شروط صلاة النافلة، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم (٣)»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ (٤)»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول (٥)»

ويمكن أن يجاب عن هذا الدليل بعدم التسليم بأن السجود المجرد كسجود


(١) دور الإيضاح مع شرحه مراقي الفلاح ص ٢٣٣.
(٢) المعيار المعرب ١/ ١٤٤، مواهب الجليل ٢/ ٦٤.
(٣) رواه عبد الرزاق (٢٥٣٩)، والإمام أحمد ١/ ١٢٣، ١٢٩، وأبو داود (٦١)، والترمذي (٣)، وابن ماجه (٢٧٥)، والدارمي (٦٨٧)، والبيهقي ٢/ ١٧٣، ٣٧٩، هـ أبو نعيم ٨/ ٣٧٢، والخطيب ١٠/ ١١٧ عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد به عقيل عن محمد بن الحنفية عن أبيه فذكره، ورجاله ثقات، عدا عبد الله بن محمد بن عقيل هو "صدوق، وحديثه لين، ويقال: تغير بآخره " كما في التقريب، وصح هذا الإسناد الحافظ في الفتح ٢/ ٣٢٢، وحسنه الشيخ محمد ناصر الدين في الإرواء ٢/ ٩. وللحديث طريق أخرى عن علي رضي الله عنه، أخرجها أبو نعيم في الحلية ٧/ ١٢٤، وله شاهد رواه الترمذي (٢٣٨)، وابن ماجه (٢٧٦)، من طرق أحدها صحيح عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد فذكره، وأبو سفيان "ضعيف" كما في التقريب. فالحديث بهذه الطرق حسن إن شاء الله.
(٤) رواه مسلم ٣/ ١٠٤.
(٥) رواه مسلم ٣/ ١٠٢.