للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[اهتمام القرآن بالحياة الآخرة]

لقد اهتم القرآن اهتماما عظيما بهذا الركن من أركان العقيدة، وفصل القول فيما يحدث في ذلك اليوم، وفي الحياة الآخرة من مشاهد ومواقف. وبين مصائر الناس بعد حسابهم، وأصناف النعيم التي تنتظر الفائزين الناجين، وما يتعرض له الأشقياء من ألوان العذاب وأنواعه، ويظهر هذا الاهتمام فيما يأتي: أولا: ربط القرآن بين الإيمان بالله تعالى وبين الإيمان باليوم الآخر في آيات كثيرة. كما في آية البقرة السالفة الذكر، وفي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (١) {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (٢) {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (٣) {ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (٤) {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٥) {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٦).

ثانيا: ورد ذكر اليوم الآخر في القرآن بأسماء مختلفة تصف في كثير من الأحيان ما يقع فيه من أحداث، وما يصيب الناس من أهوال، فهو يوم البعث، ويوم القيامة، ويوم الدين، ويوم الحساب، ويوم


(١) سورة البقرة الآية ٦٢
(٢) سورة البقرة الآية ١٢٦
(٣) سورة البقرة الآية ٢٢٨
(٤) سورة البقرة الآية ٢٣٢
(٥) سورة آل عمران الآية ١١٤
(٦) سورة المائدة الآية ٦٩