للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (١)، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} (٢). فرض عليهم أن يدخلوا في دين الله وأن يعتصموا بكتابه وهو القرآن، وبسنة الرسول الصحيحة الثابتة عنه - صلى الله عليه وسلم - وليس لهم أن يحيدوا عن ذلك.

فالواجب على اليهود والنصارى، وعلى جميع المشركين، وعلى جميع أصناف الكفرة - الواجب على الجميع أن يدخلوا في دين الله وأن يلتزموا به، وهذا هو التراث الذي فيه سعادتهم إذا عقلوا.

وعلى أهل الإسلام الذين من الله عليهم بالإسلام أن يحمدوا الله على ذلك ويشكروه وأن يستقيموا على دينهم، وأن يحفظوا تراثهم العظيم، ويتواصوا به كثيرا ويتدبروه ويتعقلوه ويعملوا به، كما قال عز وجل: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (٣)، وقال سبحانه: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (٤)، وقال عز وجل: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (٥).

فالواجب على جميع المكلفين أن يدخلوا في دين الله (الإسلام) وأن يلتزموا به، وأن يخضعوا لأوامر الله وينتهوا عن نواهيه ويلتزموا بهذا الكتاب العظيم فيدينوا به، ويؤمنوا به، ويعملوا به مع سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنها الوحي الثاني.


(١) سورة البقرة الآية ٢١
(٢) سورة النساء الآية ١
(٣) سورة ص الآية ٢٩
(٤) سورة محمد الآية ٢٤
(٥) سورة الأنعام الآية ١٥٥