للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمل لا أصل له في الشريعة؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:

جـ: أولا: محمد - صلى الله عليه وسلم - هو نبينا وحبيبنا وسيد ولد آدم ولا فخر، وهو خاتم النبيين والمبعوث للناس عامة وهو أول شافع ومشفع يوم القيامة - عليه الصلاة والسلام - لكن الاحتفال بمولده بدعة، لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل ذلك لنفسه، ولا سنه لأمته، ولا فعله خلفاؤه الراشدون ولا سائر أصحابه - رضي الله عنهم -، وهم أفهم الأمة لشريعته، وأعظم المؤمنين حبا له وأحرصهم على اتباعه وتوقيره، فلو كان الاحتفال بالمولد مشروعا لفعلوه، ولم يثبت ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم - ولا عنهم فهو بدعة محدثة، وقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (١)» رواه البخاري ومسلم، هذا وفعله في ضريح أحد الصالحين أو عنده يزيد ذلك ابتداعا في الدين وغلوا في الصالحين، وهذا هو الضلال المبين.

ثانيا: ختان الأطفال سنة من سنن الفطرة، والصدقة في نفسها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وكلا الأمرين حث عليه الشرع، ودعا إليه، لكن فعل ذلك في احتفال سنوي عند ضريح صالح من الصالحين وذبح الذبائح عنده بدعة شركية ووثنية جاهلية لما في ذلك من اتخاذ الضريح عيدا وتقريب القرابين إليه استمدادا للبركة منه كما هو ظاهر الحال من القصد إليه سنويا


(١) صحيح البخاري الصلح (٢٦٩٧)، صحيح مسلم الأقضية (١٧١٨)، سنن أبو داود السنة (٤٦٠٦)، سنن ابن ماجه المقدمة (١٤)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٢٥٦).