للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد الشرباصي (١)

مسلمة بن عبد الملك

مجاهد على الدوام

روى الإمام البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «جعل رزقي تحت ظل رمحي (٢)». والنفس تفهم من هذا الحديث الكريم معنى ترجو أن يكون صوابا من الله: وإلا فالخطأ منها ومن الشيطان، أن الحق لا بد له من قوة تحرسه وتصونه، وإلا ضاع تحت جبروت الباطل، والعامة تقول: المال السايب يعلم السرقة وكذلك قيل: من لم يتذأب أكلته الذئاب.

فرزق المسلم وهو يتمثل في داره وعقاره، وسكنه ووطنه، وزرعه وضرعه، وكل ما يحوزه ويملكه - يجب أن يكون محروسا بعدته وعتاده، مستظلا بسلاحه ورماحه، ومن هنا قال الله في القرآن الكريم: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (٣)

وليست الحرب في الإسلام غاية مقصودة لذاتها، ولكنها خطة يدفع إليها بغي الباغين وظلم الظالمين، ولذلك قال الله تعالى في التنزيل المجيد: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (٤) وقال أيضا: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (٥)


(١) د. أحمد الشرباصي. أستاذ بجامعة الأزهر
(٢) مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٩٢).
(٣) سورة الأنفال الآية ٦٠
(٤) سورة البقرة الآية ١٩٠
(٥) سورة البقرة الآية ١٩٤