للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بنعله الأذى فإن التراب لهما طهور (١)». وفي لفظ: «إذا وطئ أحدكم الأذى بخفيه فطهورها التراب (٢)».

وروى أبو داود أيضا عن امرأة من بني عبد الأشهل قالت: «يا رسول الله إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة كيف نفعل إذا تطهرنا؟ قال: أوليس بعدها طريق أطيب منها، قالت: قلت: بلى، قال: فهذه بهذه (٣)». وروى الترمذي مثله عن أم سلمة.

الوجه الثاني: قد يقال إن إراقتها في الأسواق فيه زجر بليغ ليرى الناس الخمر التي تعلقت بها نفوسهم تراق فيبادروا إلى الامتثال فمن كان عنده شيء منها عرف أنه لا ينتفع به بأي وجه من وجوه الانتفاع.

الوجه الثالث: وقد يقال إن الخمر لما أريقت في الطرقات ضربتها الرياح وخالطها التراب فزالت منها المادة المسكرة فتكون متخللة بنفسها، وقد ذكر العلماء أن الخمر إذا تخللت بنفسها أنها طاهرة، وقد مضى الكلام مفصلا على ذلك في البحث الذي أعد في موضوع " الاستحالة " والذي بحثه المجلس في دورته التاسعة.

الوجه الرابع: وقد يقال إنها قليلة بحيث يسهل التحرز منها بالنسبة لمن يمر مع الطريق الذي أريقت فيه.

الوجه الخامس: أن التغوط في الأسواق لا يتناسب مع المروءة ولأنه لو ساغ لكل أحد أن يتغوط في السوق لأدى ذلك إلى ضرر


(١) سنن أبو داود الطهارة (٣٨٥).
(٢) سنن أبو داود الطهارة (٣٨٥).
(٣) سنن أبو داود الطهارة (٣٨٤)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٤٣٥).