للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شكر المحسن على إحسانه]

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم الشيخ موسى توري مدير مدرسة التهذيب بساحل العاج، زاده الله من العلم والإيمان. . آمين.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد: فقد وصلني كتابك الكريم المؤرخ ٤/ ٨ / ١٣٩٤هـ وصلك الله بهداه، وما تضمنه من الأسئلة كان معلوما، وهذا نصها وجوابها:

١ - أيجوز أن يقال للمحسن شكرا أو بارك. . . إلى آخره؟

جـ: لا حرج أن يقول الإنسان لأخيه إذا أحسن إليه شكرا لك، أو شكر الله عملك، أو أنت مشكور، أو ما يشابه هذه الألفاظ لقول الله سبحانه: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (١) فأمر الله سبحانه الولد أن يشكر ربه ويشكر والديه فدل ذلك على مشروعية شكر الله سبحانه، وشكر المحسن من الناس، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله (٢)»، وفي لفظ: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس (٣)»، وصح عنه عليه السلام أنه قال: «من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه (٤)». أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد جيد، وشكر المحسن من جنس الدعاء.

أما قولك: (أو بارك) فلم يتضح لي مرادك منها، فإن كان المراد الدعاء له بالبركة فلا بأس، أما إن كان المراد معنى آخر فأرجو الإفادة عنه حتى


(١) سورة لقمان الآية ١٤
(٢) سنن الترمذي البر والصلة (١٩٥٥)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٢).
(٣) سنن أبو داود الأدب (٤٨١١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٠٣).
(٤) سنن النسائي الزكاة (٢٥٦٧)، سنن أبو داود الأدب (٥١٠٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٦٨).