للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما بعد: -

فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة (١)» وفي لفظ، «والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار، قيل يا رسول الله من هم؟ قال: هم الجماعة (٢)».

فوقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فافترقت هذه الأمة واختلفت وتنازعت فيما بينها فخرج أهل البدع من جهمية ومعطلة، فتركوا العمل بالكتاب والسنة في باب الأسماء والصفات، واتبعوا أهواءهم وما تميل إليه عقولهم وما توحيه إليه شياطينهم قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} (٣).


(١) أخرجه أبو داود كتاب السنة حديث (٤٥٩٦)، والترمذي كتاب الإيمان حديث (٢٦٤٢) وقال: (حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح)، وأحمد في المسند (٢/ ٣٣٢)، وابن حبان في الإحسان حديث (٦٢١٤)، الحاكم (١/ ١٢٨) وقال: (صحيح على شرط مسلم) ووافقه الذهبي.
(٢) أخرجه ابن ماجه كتاب الفتن حديث (٣٩٩٢)، وابن أبي عاصم (١/ ٣٢) والحديث قد صححه الألباني انظر: الصحيحة، حديث (١٤٩٢).
(٣) سورة القصص الآية ٥٠