للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما سؤاله عن الفرق بين القضاء والقدر.

فالقدر أصل من أصول الإيمان كما في سؤال جبريل (١) وما أجابه به (٢) رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره (٣)». وفي الحديث الصحيح «إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة (٤)» أي جرى بما يكون مما يعلم الله تعالى، فإنه تعالى يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (٥) وأما القضاء فيطلق في القرآن ويراد به إيجاد المقدر كقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} (٦) وقوله:


(١) في المطبوعة (د) بزيادة، لفظ (عليه السلام).
(٢) سقطت من المطبوعة (ح): " به ".
(٣) أخرجه بهذا اللفظ مسلم في الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام (١/ ٣٦) حديث (٨) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وبنحوه البخاري في الإيمان باب سؤال جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم (١/ ٣٣) حديث (٥٠) ومسلم في المصدر السابق (١/ ٣٩ حديث ٩) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٤) أخرجه أبو داود في السنة باب القدر (٥/ ٧٦ح / ٤٧٠٠)، والترمذي في القدر (حديث ٢١٥٥) وقال: (حديث غريب من هذا الوجه) وأيضا في التفسير حديث (٣٣١٩) وقال حديث حسن غريب. والبيهقي في الكبرى باب ما ترد به شهادة أهل الأهواء (١٠/ ٢٠٤) والآجري في الشريعة صفحة ١٧٧ وابن جرير في التفسير (٢٩/ ١٦) من حديث عبادة بن الصامت. والحديث قد سكت عنه أبو داود. وصححه العلامة محدث العصر الشيخ ناصر الدين الألباني انظر صحيح الجامع حديث (٢٠١٨).
(٥) سورة سبأ الآية ٣
(٦) سورة فصلت الآية ١٢