للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجهمية جحدوا هذه النصوص وعاندوا في التكذيب فصاروا بذلك كفارا عند أكثر أهل السنة والجماعة، وهذا القدر الذي ذكرناه (١) كاف في بيان ما عليه أهل السنة والجماعة من علو الله تعالى على جميع المخلوقات واستوائه على عرشه، وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك، ولو ذهبنا نذكر ما ورد في كل (٢) ذلك لاحتمل مجلدا، فالحمد لله الذي حفظ على الأمة دينها في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (٣) وينقل (٤) العلماء الذين هم في هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل وهدانا إلى ذلك فأبطل الله بالعلماء كل بدعة وضلالة حدثت في هذه الأمة، فيالها من نعمة ما أجلها في حق من تلقى الحق بالقبول وعرفه ورضي به. نسأل الله تعالى أن يجعلنا شاكرين ذاكرين (٥) لنعمه المثنين بها عليه فله الحمد لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه خلقه.

وأهل السنة والجماعة عرفوا ربهم بما تعرف به إليهم من صفات كماله اللائقة بجلال الله فأثبتوا له تعالى ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل، وعرفوه بأفعاله وعجائب


(١) في المطبوعة (م) (ذكرنا).
(٢) في الأصل المخطوط (حمل) ولعل الصواب ما أثبته.
(٣) ما بين القوسين ساقطة من المطبوعة (د).
(٤) لقد تحرف في الأصل إلى (ويفعلها) وهو خطأ والتصويب من المطبوعة (م)، (د).
(٥) ساقطة من المطبوعة (م) و (د).