للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معنى أسباب النزول: -

لفظ أسباب النزول مركب إضافي من كلمتين سأتكلم عن هاتين الكلمتين من الناحية اللغوية، ثم أخلص منها إلى الناحية الاصطلاحية المقصودة هنا، فالأسباب جمع سبب والسبب كل ما يتوصل به إلى غيره، قال صاحب القاموس المحيط: " والسبب الحبل وما يتوصل به إلى غيره ويجمع على أسباب، وأسباب السماء مراقيها أو نواحيها أو أبوابها، وقطع الله به السبب الحياة ". وقال صاحب لسان العرب بعد كلام طويل: " السبب هو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء، ثم استعير إلى كل ما يتوصل به إلى شيء كقوله تعالى: {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} (١) (البقرة: ١٦٦) أي الوصل والمودات ".

قلت: وقد استعير السبب إلى الحادثة التي من أجلها نزلت آية أو آيات من القرآن، لأنه يتوصل به إلى تفسير الآية والوقوف على قصتها وإزالة الإشكال عنها.

والنزول: مصدر نزل ينزل نزولا وهو الحلول والانحطاط من أعلى، قال الراغب الأصفهاني في مفرداته: " نزل: النزول في الأصل هو الانحطاط من علو، يقال: نزل عن دابته ونزل في مكان كذا حط رحله فيه، وأنزله غيره، قال تعالى: {أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} (٢) (المؤمنون: ٢٩) ونزل بكذا وأنزله بمعنى، وإنزال الله نعمه ونقمه على الخلق إعطاؤهم إياها، وذلك إما بإنزال الشيء نفسه كإنزال القرآن، وإما بإنزال أسبابه والهداية إليه كإنزال الحديد واللباس ونحو ذلك ".


(١) سورة البقرة الآية ١٦٦
(٢) سورة المؤمنون الآية ٢٩