للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخلي له المكان يوما، لينفرد بهذا المشهد، فدخل وحده، وأمر وبحفر جانب واحد من الحائط، فاستخرج منه حجرا من المغناطيس موازيا للصليب، فمال إلى جهة واحدة، ثم استخرج مثله من الجانب الثاني، فاضطرب الصليب، وفهم الرئيس الأمر، وانصرف (١).

٤ - وذكر عن بعض مشاهد النصارى المعظمة عندهم حكاية تقول: إن يد الله تخرج لهم في يوم واحد من السنة من وراء ستر، يرونها عيانا، وكانت جزءا من المعتقد، فحكى أن رجلا ممن أبغض النصرانية بعد أن عرف أساليب رجال الكنيسة، اعتنق دينا آخر، وكان قد حظي عند بعض رؤساء النصارى بالأندلس، لوصلة كانت بينهما يرعاها الرئيس، وفي مجيئه يوما إليه، رغب إليه الرئيس أن يعود للنصرانية لأنها دينه، وبدأ يوضح مزاياها، وأسرارها من واقع القصص التي تأصلت في ذهنه، وقال له ألا ترى الأعجوبة ظهور يد الله لنا في يوم معلوم من السنة، لا يكرم بها أحد غير النصارى؟ فقال له الرجل: لقد رضيت في هذا الأمر بشهادتك، وصدقتك عليه، فابحث عنه فإن كان ما يزعم هؤلاء القسيسون حقا، فسوف أعود إلى دينك، فخالط الرئيس الشك، فلما دنا ذلك اليوم، الذي تظهر فيه اليد، سافر بنفسه نحو المشهد، وقرب مالا يهديه هناك، فبدر إليه الأساقفة، وقربوه لتقبيل اليد.


(١) مقامع الصلبان ص ١٧٤